مع الدكتور حسين عمران سفير الجمهورية العربية السورية في المانيا

 

كلمة شكر على التكريم

 

سعادة الاستاذ الدكتور حسين عمران .. سفير الجمهورية العربية السورية في المانيا الاتحادية .. أعزائي أبناء وطني .. سيداتي وسادتي

 

سعادة كبيرة غمرتني وتغمرني بهذا التكريم .. التكريم الذي يستحقه كل عربي سوري استطاع أن يؤدي دوره الانساني والحضاري في مختلف الجوانب في بلاد الاغتراب . ولما لا ؟ فهو ولد, وتربى في بلد مهد الحضارة, ونهل العلم , وخاض غمار تطبيقاته العملية في احدى بلاد الغرب

 

سعادتي كبيرة لأن أكون قد وفقت في أن أجسد اللبنة التي تحاول أن تربط الشرق بالغرب, ولأن أبرهن أن ما هو صالح في الشرق هو صالح في الغرب

 

تربيت عند والديَ وفي المدرسة في الشرق  على الحرص على اتقان العمل فكان ذلك خير الزاد عندما التحقت في الدراسة الجامعية الأكاديمية , وعندما انخرطت في ممارسة البحث العلمي في الجامعة , وفي المجال الصناعي في تطوير الآلات في صناعة النسيج في المانيا الاتحادية

 

لقد كان طبع والدي في الدكتوراه الاستاذ يواخيم لونينشلوس لايختلف كثيرا  عن طبع والدي الذي ابتدأت تعلم مهنة النسيج على يديه في مصنعه في دمشق . ولقد تأثرت واستفدت في الحياة الصناعية العملية من خلال المعايشة عن كثب للمهندس بيتر دورنييه ..مهندس صناعة الطائرات ومؤسس وصاحب شركة لينداور دورنييه لصناعة آلات النسيج

 

الاستقامة الاتقان الجد والمثابرة كانت خصال يشترك بها هؤلاء الرجال الذين بنيت وتبنى على أكتافهم الامجاد

 

تعتبر سورية بلد مهد الحضارة , بصمات من قطنها في الماضي البعيد والقريب في شتى المجالات لايمكن أن تغفل ولا أن تحصر . ولكن من موقع اختصاصي لا بد أن ألفت النظر الى تطوير صناعي هام قام به النساجون السوريون قبل مايقارب  القرنين, الثلاثة أو أكثر . الكل منا يعرف ويسمع عن قماش الدامسكو . ارتباط اسم هذا القماش باسم دمشق خلد ذكرها في جميع أرجاء المعمورة .. البراعة لاتكمن في صنعه فحسب بل تكمن في إبداع طريقة صنعه آنذاك

 

هذه السطور لاتحتمل شرح الطريقة بأكملها ولكن لب القول أن النساجون السوريون  قبل قرنين على الاقل قد طوروا استطاعة فعالية أول وحدة تشغيل تعمل باللغة الآلية كانت قد اخترعت في فرنسا آنذاك إلى مائة ضعف

 

إن انتشار أبناء سورية في بلدان الإغتراب ومشاركتهم الفعالة في شتى مجالات العلم والفن والصناعة والتجارة يجب أن يعتبر من العناصر الهامة على طريق تقدم وازدهار سورية الحديثة

 

تركيا الجارة تقدم لنا مثلا حيا : في الستينيات من القرن العشرين أرسلت تركيا أبناءها للعمالة وكسب الرزق في ألمانيا وأوروبا . لكن تركيا حرصت كل الحرص أن تبقي أبوابها مفتوحة أمامهم جميعا  . فكانت موئلهم في كل عام وكنا نشاهد العامل التركي كيف كان يجمع حصاده في كل عام ويتوجه به الى موطنه الأم . هذا ما أبقى صلته وصلة أبنائه متوطدة بالوطن على مر السنين وهذا ما أدار بشكل مباشر أو غير مباشر عجلة الاقتصاد شيئا فشيئا الى أن كبرت المشاريع الاقتصادية وتكاثرت أعدادها واستطاعت أن تستوعب مواهب وقدرات الأعداد الكبيرة من أبناء تركيا ممن ولدوا وتعلموا مختلف العلوم والفنون والمهن في ألمانيا وأوروبا  وأن تصبح  تركيا اليوم أكبر قوة اقتصادية في محيطها الجغرافي

 

إنني كسوري مغترب أحب أن أوجه التحية الوطنية والتقدير الكبير لسيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله وسدد خطاه في سبيل عزة وكرامة وإباء أبناء سورية . وأأكد له كمواطن يجتهد الاخلاص لوطنه أن أهم مكان للقاء المغتربين السوريين هو سورية وأن كل تيسير لتنقلهم من والى خارج الوطن يعد من أهم الجهود في سبيل تقدم وازدهار سورية الحديثة التي يبذلها المخلصون القائمون على هذا الوطن

 

لابد لي في هذه المناسبة من أن أشيد بكل الجهود المبذولة والتي تبذل من قبل وزارة المغتربين في سورية ومن قبل السفارات السورية وروابط المغتربين السوريين في مختلف بلدان العالم لربط السوريين بالوطن الأم وللاستفادة من قدراتهم ومواهبهم الخلاقة في تقدم وازدهار سورية

 

سعادة السفير .. شكرا لهذه الالتفاتة النبيلة

 

أعزائي أعضاء رابطة المغتربين في ميونيخ شكرا لهذا التكريم المشرف

 

السيدات والسادة الحضور شكرا لحسن استماعكم

 

عدنان وحود

 

 

ميونيخ في 5 أيار 2006